الأمم المتحدة تحذر من كارثة إنسانية وشيكة في السودان
الأمم المتحدة تحذر من كارثة إنسانية وشيكة في السودان
حذّرت الأمم المتحدة من تفاقم الأوضاع الإنسانية في السودان، اليوم الأربعاء، مؤكدة أن الصراع المستمر يدفع بمزيد من السكان إلى حافة المجاعة والتشرد الجماعي.
وأكد ستيفان دوغاريك، المتحدث باسم المنظمة الدولية، في بيان، أن "الوضع لا يزال مروّعًا ويثير قلقًا عميقًا"، في ظل تصاعد الاحتياجات الإنسانية واتساع رقعة النزوح القسري.
وجدد دوغاريك الدعوة إلى "وقف فوري للأعمال العدائية" وحثّ جميع الأطراف على الالتزام بالقانون الدولي الإنساني، خصوصًا فيما يتعلق بحماية المدنيين والبنى التحتية وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.
وناشد المجتمع الدولي تكثيف دعمه للاستجابة الإنسانية لمنع المزيد من الخسائر في الأرواح، محذرًا من كارثة إنسانية أكبر ما لم يتم تدارك الموقف.
موجات جديدة من النزوح
أفادت المنظمة الدولية للهجرة بأن أكثر من 36 ألف شخص فرّوا من مدينتي الخُوَي والنهود في غرب كردفان بسبب تدهور الأوضاع الأمنية، مشيرة إلى أن العديد من هؤلاء كانوا نازحين من قبل، ووجدوا أنفسهم مجبرين على الفرار مجددًا بحثًا عن الأمان في مناطق أخرى داخل غرب وشمال كردفان.
وفي شمال دارفور، نزح أكثر من ألفي شخص من مخيم أبو شوك ومناطق في مدينة الفاشر جراء تردي الوضع الأمني. وأكدت تقارير المنظمة أن غالبيتهم لا يزالون داخل المدينة، بينما فرّ آخرون إلى منطقة طويلة المجاورة.
وذكّر دوغاريك بأن نحو 400 ألف شخص نزحوا من مخيم زمزم الشهر الماضي، مما يعكس اتساع رقعة الكارثة الإنسانية في الإقليم.
أزمة غذائية غير مسبوقة
حذّر العاملون في المجال الإنساني من تفاقم انعدام الأمن الغذائي، حيث شهدت أسعار المواد الغذائية الأساسية زيادات غير مسبوقة.
ووفق تقارير الأمم المتحدة، ارتفعت أسعار الذرة الرفيعة والدخن -الغذاء الرئيسي لغالبية السكان في المناطق الوسطى والشرقية- بمعدل أربعة أضعاف مقارنة بفترة ما قبل اندلاع النزاع.
وأوضح دوغاريك أن أكثر من 24.6 مليون شخص –أي أكثر من نصف السكان– يعانون من الجوع الحاد، بينهم ما يقرب من 638 ألف شخص يعيشون في حالة مجاعة فعلية.
وتستند هذه الأرقام إلى تقرير التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي الصادر أواخر العام الماضي والممتد حتى مايو الجاري.
أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن الوضع مرشح للتدهور بشكل خطير خلال موسم العجاف الممتد من يونيو إلى سبتمبر، ما لم تُوفر مساعدة عاجلة ويتم رفع جميع القيود على إيصال الإغاثة للمحتاجين في كل أنحاء السودان.
نداء عاجل لإنقاذ الأرواح
جددت الأمم المتحدة دعوتها لكل الأطراف السودانية والمجتمع الدولي لاتخاذ خطوات حاسمة وسريعة لإنهاء دوامة النزوح والجوع والاقتتال.
وشددت على أن استمرار الصراع سيحول السودان إلى ساحة مأساة إنسانية غير مسبوقة في المنطقة، ما لم يُتدارك الأمر عبر تدخلات إنسانية شاملة وحلول سياسية جذرية.